وصل صباح اليوم أكثر من (225) مستوطنًا يهوديًا من كندا وأمريكا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مشهد جديد من مشاهد النهب والاغتصاب، ليُسرق ما تبقّى من بيوت الفلسطينيين، وتُهوَّد الأرض المباركة على أيدي عصابات الإرهاب الصهيوني القادمة من وراء البحار، تحت حماية جيش الاحتلال ودعم مطلق من أمريكا والغرب.
وفي الوقت نفسه، يخرج علينا بعض الأبواق المأجورة وأشباه الرجال ليقولوا: “لولا حماس ما اعتدت إسرائيل على المسلمين!” — يا سبحان الله! هل هؤلاء المستوطنون الذين جاؤوا اليوم من كندا وأمريكا، جاؤوا بسبب حماس؟! هل اغتصاب فلسطين بدأ مع حماس؟! أم أن تاريخ الاحتلال ممتد منذ أكثر من سبعين عامًا، قبل أن تولد حماس وقبل أن يعرف العالم اسمها؟!
إنها كلمات البهائم التي تردد مقولات العدو، وتحاول أن تصرف الأمة عن حقيقة الصراع: صراع عقيدة ووجود، بين محتل غاصب لا يعرف إلا لغة الدم، وبين شعب يريد أن يعيش حرًا على أرضه.
نعم، نخالف حركة حماس في بعض توجهاتها وممارساتها، ولكن قتالها لليهود حق مشروع لا مرية فيه، قال الله تعالى:
﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190].
وقال ﷺ: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» (رواه أبو داود).
فمن وقف في وجه اليهود الغاصبين فهو على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ومن تخلّى أو خان أو طبع فهو شريك في الجريمة، يُسجَّل اسمه في قائمة المفرطين والخونة على مرّ التاريخ.
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 75].
فهل بعد هذا البيان يبقى عذر لمن يخذل المقاومين أو يبرر عدوان الصهاينة؟!