لقد انحرفت حماس انحرافًا فاحشًا حين مدّت يدها لإيران، وفتحت باب الشكر والثناء على دولةٍ رافضيةٍ تنقض أصل الإسلام، وتطعن في الصحابة، وتغرس شوكتها في جسد الأمة منذ عقود.
ومن التقرّب إلى الروافض، والثناء عليهم، والثقة بهم، ما لا تقبله الفطرة قبل الشريعة، فضلًا عن أن يُسمّى سياسةً شرعية أو مدخلًا إلى النصر.
وليس في الشكر على السلاح مسوّغٌ للتودّد، ولا في الحاجة مسوّغٌ للمولاة، بل هو من اتباع الهوى باسم “المصلحة”.
لكنّ العجب كل العجب، أن ترى من جعل انحراف حماس بدعةً وضلالًا، ثم يسكت، بل يبرّر، إذا صدر ما هو أعظم من رأس النظام نفسه!
محمد بن سلمان يعزّي قادة إيران، ويسمّي دولتهم “الدولة الإسلامية الشقيقة”، ويدعو لزعمائها بالرحمة والمغفرة!
فأين ذهبت عبارات: “من ترحَّم على الرافضة فقد رضي بدينهم”، و*“من دعا لهم بالمغفرة فقد أنكر شركهم”،* التي صدَّع بها المداخلة رؤوس الناس؟
أين فتاوى التكفير بالتقارب؟ وأين الجنازات التي أقيمت للعقيدة كلما ذكرت حماس اسم إيران؟
بل أين ذهبت قاعدة “التحالف مع الروافض رِدَّة”، التي كانوا يُنادون بها ليلًا ونهارًا؟!
أم أن للحاكم في قلوبهم مقامًا لا تبلغه النصوص، ولا تصل إليه أحاديث الولاء والبراء؟
إن كان الترحُّم على الرافضة بدعةً وضلالًا عندهم، فلماذا سكتوا عنه لما صدر من وليِّ أمرهم؟
وإن لم يكن كذلك، فبأيّ حقٍّ جعلوه ناقضًا للدين حين صدر من خصمهم؟
من يسمّي إيران “الدولة الإسلامية الشقيقة”، ثم يمضي في التحالف معها، ويقيم الشراكات، ويبادلها التعازي، ويدعو لزعمائها بالرحمة، فقد هدم بيده ذريعة التبديع التي كان يختبئ خلفها لسنوات.
فأيّ بقاءٍ لكم بعد أن خُلع الغطاء؟
بل ما فائدة وجودكم إن كنتم لا تعرفون المنكر إلا إذا خرج من خصوم النظام؟
أما إذا خرج من الحاكم، صار عندكم من “السياسة الشرعية”، أو “فقه الموازنات”، أو “تعزيةٍ دنيوية لا علاقة لها بالدين”، على حدِّ تعبيركم المعلّب!
هذه ليست سلفيّة، بل صورة من صور النفاق المعاصر، وإن سُمِّيت “سلفية الطاعة” زورًا.
سلفيةٌ تغضب لدعاء فرقة ضالة، وتبارك دعاء الحاكم!
سلفيةٌ لا ترى البدعة إلا إذا خرجت من فرقةٍ تخالف النظام، ولا ترى الشرك إلا إذا نطق به العدو، أما إذا جاء من قِبَل السلطة، فصمتٌ ودفنٌ للنصوص!
نقولها عدلًا:
حماس فرقةٌ ضالة، انحرفت عن منهج أهل السنة ووالَت الروافض ومدحتهم،
والنظام وقع في ضلال عظيم حين ترحّم على زعمائهم وتودّد إليهم،
والمداخلة خانوا الدين حين جعلوا الحق تابعًا للسياسة، لا تابعًا للدليل.
فإن كان عندكم صدق، فأنزِلوا على النظام ما أنزلتموه على حماس،
وإن أبيتم، فأنتم شهودُ زور، وأتباعُ سلطة، لا دعاةُ سنّة